شافي عقل برشلونة ومنتخب أسبانيا المفكر – في جوهانسبرج الحلم الأكبر الذي يراود كل لاعب كرة قدم عندما رفع عالياً كأس العالم بعد أن كان قد فاز بكأس العالم تحت 20 سنة نيجيريا 1999 . وكان هذا التتويج الأخير جزءاً من التقدير الذي يستحقه عن قيمته العظيمة كلاعب كرة قدم. أما الآن، وقد أتم الثلاثين منذ فترة وجيزة، فإنه يأمل أن يختتم هذا العام الرائع مع كرة الذهبية. وهو لا يصرح بذلك، ولكنه يحلم بذلك اللقب الفردي والجماعي في آن واحد. اليكم مقابلة رائعه مع تشافي يتحدث فيها عن كأس العالم و مسيرته الحاليه بالاضافه الى جائزة الكره الذهبيه
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]أخبرنا الحقيقة يا تشابي، هل تعتقد أنك ستفوز بكرة الذهبية؟سأكرر ما قلته من قبل للجميع. إنني آمل أن يفوز بها لاعب أسباني، بل إنني لأذهب أبعد من ذلك فآمل أن يفوز بها صديقي ليو ميسي، الذي هو أفضل لاعب في العالم بلا جدال وسيفوز بالعديد من الكرات الذهبية بعد ذلك أيضاً. في السنوات التي تقام فيها بطولة كأس العالم تحمل البطولة أهمية كبيرة للكثيرين، وقد فزت بها أنا وأندريس، بينما لم يكن منتخب الأرجنتين على مستوى التوقعات.
هل ليونيل جيد إلى هذه الدرجة؟إن لاعباً مثله لا يأتي إلا مرة كل 50 سنة. إذا كنا قد لعبنا هذا العام ولدينا فرصة للفوز بكأس العالم، فإن مهمتنا صارت أسهل بسبب عدم سير الأمور على ما يرام مع الأرجنتين، وإلا فليس هناك مجال للمقارنة. لقد أصبح ليو في نظري أفضل حتى من مارادونا. وسوف يظل على عرش النجومية لسنوات طويلة، فليس هناك أحد مثله. إنه يحب المسئولية، ولا يتهرب مطلقاً. وأنا أعرفه منذ صباه، رأيته ينمو ويتطور، وأستطيع القول بأنه محترف إلى أقصى الحدود، عندما يعمل في بيئة ملائمة. إنه يتمتع بكل ما يلزم لتحقيق النصر.
وأندريس إنييستا؟بلغتنا الدارجة، سأقول إنه يتخذ جانباً وحده. إنه ظاهرة فريدة. وفي العام الماضي لم يحالفه الحظ بسبب الإصابات، ولكنه في هذا الموسم سوف يفعل الكثير والكثير كما فعل في كأس العالم، التي له أن يفخر بتسجيله هدف الفوز في مباراتها النهائية. إنه رفيقي المثالي.
ولكن ماذا عنك أنت شخصياً؟بدنياً، بلغت الحد الأقصى. كان علي أن أتوقف لأنني كنت أعاني متاعب حقيقية في وتر أخيل، ولكن الراحة أفادتني، وجددت نشاطي كلياً.
هل استوعبت أخيراً أنك بطل العالم؟نعم، بالطبع. إن أسبانيا لم تعتد الفوز بمثل هذه الألقاب الرفيعة ذات الأهمية الكبيرة. ونحن فزنا بكأس أوروبا 2008 والآن بكأس العالم، ولكن، وقبل كل شيء، أؤكد على أننا حققنا ذلك عن طريق لعب كرة قدم جميلة، وبذلنا كل ما تستحقه هذه الجائزة التي تحمل تقدير العالم أجمع. وقد أثلج صدري على وجه الخصوص ذلك التصريح الذي أدلى به رئيس FIFA، جوزيف بلاتر، وقال فيه إنه – أخيراً – فاز ببطولة العالم فريق يلعب كرة قدم جميلة. ولحسن الحظ، ما زالت الموهبة أهم من القوة في كرة القدم حتى الآن. ونحن لدينا الموهبة، نحن جيل من لاعبي كرة القدم المجيدين، سواء في برشلونة أو في المنتخب.
بمناسبة حديثك عن كأس العالم، ما هو أكثر شيء إيجابي لفت انتباهك فيها؟أولاً وقبل كل شيء، ألمانيا، فقد أعجبتني كثيراً قدراتها الهجومية. وأعتقد أننا بدأنا نفوز بالبطولة بالفعل عندما هزمناهم في نصف النهائي. لقد أدهشني توماس مولر، ومسعود أوزيل، وسامي خضيرة، والمخضرمون من أمثال ميروسلاف كلوزه ولوكاس بودولسكي. كل الفريق. وكان الشيء الملاحظ هو أنهم، مثلنا، كان لديهم في فريقهم مجموعة من اللاعبين القادمين من نفس النادي، وهو البايرن.
هل يستطيع أوزيل وخضيرة تغيير أوضاع ريال مدريد؟إنهما لاعبان جيدان، ولكن ريال مدريد لديه بالفعل رونالدو وهيجواين وكاسياس وبيبي ومارسيلو ... إنهما دعامتان جيدتان، ولكن ما يهم هو مجموع الفريق. ولكني أعتقد أنهما سيفيدان الفريق على أية حال.
هل خيبت الأرجنتين توقعاتك؟نعم ولا. لقد بدا لي فريقهم قوياً جداً، ويضم لاعبين كباراً، ولكنه ضعيف من الناحية الخططية. وقد عانوا كثيراً أمام ألمانيا. كانت مجرد رؤية ماسكيرانو وحده ضد ثلاثة أو أربعة منافسين تثير الشفقة. إن دييجو أرماندو مارادونا عبقري، وهو يتصرف كعبقري، ولكنه يحتاج إلى ما هو أكثر من ذلك. ولكنهم مع كل شيء لعبوا بطولة جيدة وما لم يتعثروا أمام ألمانيا لكانوا خصماً صعباً جداً لنا. والدليل على ذلك هو المباراة الودية التي لعبناها بعد ذلك في بوينوس آيرس، حيث فازوا علينا عن جدارة.
هل كنت تتوقع خروج البرازيل المبكر؟إنها الظروف. لقد تحدثت كثيراً عن ذلك مع صديقي وزميلي آلفيس. إذا لعبوا مباراتهم ضد هولندا مرة أخرى، فبالتأكيد لم تكن ستنتهي بخسارتهم. لقد اجتمعت في ذلك اليوم ظروف معاكسة، مثل هدف فيليبي ميلو في مرماه والطرد. ولكني بالمقابل كنت أحب أن أرى البرازيل تلعب بطريقة هجومية أفضل، وتقدم كرة القدم التي أعجبت الجميع دائماً، وكنا ننظر إليها كلنا فيما سبق على أنها قمة الفنيات والإمتاع.
بمناسبة الحديث عن آلفيس ... لقد بدأ الموسم الجديد بداية رائعة...داني هو أفضل لاعب في العالم في مركزه. وأنا جاد في ذلك، لا أقوله لأنه زميلي. فلا مايكون ولا غيره يبلغ مستواه هذا الذي يؤهله للعب في فريق مثل برشلونة أو البرازيل. كما إنه يلعب حالياً مع مانو مينيزيس بطريقة مختلفة عن طريقة دونجا.
لقد رأيت في حياتك مجموعة من أفضل اللاعبين البرازيليين في برشلونة. فأيهم تفضل؟أخص بالذكر ريفالدو، لأنه لم ينل حقه. فقد وصل في وقت صعب، ولكنه كان لاعباً عظيماً. ثم أسعدني الحظ باللعب مع رونالدينيو وديكو، وكل منهما ظاهرة في حد ذاته؛ كما رأيت الأفضل رونالدو عن قرب، واستمتعت بمشاهدة روماريو عندما كنت صغيراً. كلهم رائعون، ولكني أعود فأقول إن ريفالدو كان له مكانة خاصة.
ما رأيك في أداء فرنسا السيئ في جنوب أفريقيا؟لا أتفق معك على الإطلاق. لقد تحدثت في الأمر مراراً مع إيريك أبيدال. ولننظر معاً، ففي المباراة الأولى لم يكن أداؤهم سيئاً للغاية أمام أوروجواي. ولو كانوا قد فازوا بتلك المباراة لتغير كل شيء، ولكن الحقيقة هي أنه، إذا نظرنا للأمر نظرة شاملة، سنرى أن الفريق نفسه كان يعاني مشاكل جمة بين صفوفه. ولكني متأكد من أن اللاعبين عانوا كثيراً وأنهم ما زالوا يعانون بسبب ذلك.
هل سيستطيع لوران بلان أن يصلح الأوضاع؟بصراحة أعتقد أنه يستطيع، فقد عرفته عندما انضم إلى برشلونة، وإن كنت ما زلت حينذاك مع الناشئين. أعرف أنه يحب كرة القدم الجميلة، وهو ما ظهر جلياً عندما كان يدرب نادي بوردو. إنني مقتنع بأن فرنسا ستعود إلى اللعب جيداً بمجرد أن تتخلص من ذلك الحمل الثقيل الذي عادت به من جنوب أفريقيا. لديها لاعبون ممتازون ولوران سيمنحهم الفرصة لإظهار قدراتهم. ولكني أيضاً لا أحبذ أن يستغني عن كل اللاعبين الدوليين الذين كانوا في الفريق السابق، رغم أن الموقف صعب حقاً.
هل خيبت هولندا توقعاتك؟هذا صحيح بالنسبة لنهائي كأس العالم، لأن فريقها يضم لاعبين ممتازين. لا أفهم لماذا لعبوا بهذا العنف وهم كانوا يعرضون دفاعنا للخطر عندما يستحوذون على الكرة. لا أفهم ما الذي كانوا يريدونه. إذا كانوا قادرين على اللعب بطريقة جيدة كما فعلوا أمام البرازيل في الشوط الثاني، فلماذا عمدوا لتوجيه الضربات والركلات؟
بمناسبة حديثك عن كأس العالم – رغم أن ذلك يكسر الترتيب المنطقي لحديثنا – أريد أن أسألك عن أفريقيا، وعن كرة القدم فيها، وعن سكانها. لقد كنا نعرف أهل جنوب أفريقيا بالفعل من مشاركتنا في كأس القارات. كانوا أناساً رائعين، ظلوا يشجعون طوال البطولة، حتى بعد خروج البافانا بافانا. لقد كانت هذه في رأيي أفضل بطولات كأس العالم، لأنهم كانوا يشجعون أسبانيا في كل المباريات وفي كل ما نقوم به.
فلتحدثنا عن بيب جوارديولا، هل كنت لتعطيه الكرة الذهبية كأفضل مدرب؟بكل تأكيد. فبغض النظر عن كل هذه الألقاب التي فاز بها كمدرب لبرشلونة، أصبح بيب يمثل مدرسة تدريبية قائمة بذاتها. هناك مدربون يحققون الفوز ولكنهم لا يأتون بجديد في كرة القدم. ولكن هناك آخرون يفوزون، وعلاوة على ذلك، يتركون بصمة واضحة. وبيب الآن يترك بصمته، كما فعل إيريجو ساكي ويوهان كرويف. إنهم مدربون قاموا بتغيير شيء ما: الدفاع الثلاثي والسعي بطريقة تكتيكية لفرض السيطرة في وسط الملعب ووضع رأس حربة زائف...مثلما يوجد لاعبون مختارون، هناك مدربون. ويدخل في هذه الفئة أيضاً في رأيي السير أليكس فيرجيسون.
تربطك علاقة طيبة مع مورينيو، هل يفاجئك أن تراه يثير كل هذه الضجة؟تلك هي شخصيته ويجب تقبلها. هناك اثنان مورينيو: مورينيو الذي يراه الناس بقناع المدرب، ومورينيو الرجل. ونحن يجب أن نأخذ الجانب الحسن، يجب أن نتخذ من شخصه حافزاً لنا. أما هو فإنه يكون مسروراً وسعيداً عندما يحيط به الجدل. نحن نريد الفوز عن طريق لعب كرة قدم جميلة وهو يريد الفوز بأي طريقة كانت. إننا في برشلونة نحتاج أحياناً لهذه المحفزات الإضافية لكي نؤدي، ومورينيو كذلك ...أن يذهبوا للبحث عنه، أو أن يدفعوا له الشرط الجزائي، أو أن يكون قد مر ببرشلونة من قبل ويعرفنا جميعاً ويريد الثأر ... ولكن من تلك الزاوية، يكون وجود مورينيو في صالحنا.
فلنعد إلى تشابي. ليس لك أن تشكو، أليس كذلك؟ فزت مع برشلونة بكل شيء ومع أسبانيا بكأس الأمم الأوروبية 2008 وبكأس العالم 2010 ..صحيح، ولكن دعوني أقول شيئاً. إنني أعتمد على زملائي، فأدائي وتمريراتي لن تكون شيئاً بدون العمل الجماعي لفريقي. هذا شيء أعرفه جيداً. أحياناً أفكر وأنظر إلى ريال مدريد على سبيل المثال، فهو يضم لاعبين من أعظم لاعبي العالم، ولكني كنت لأعاني هناك. إنهم يلعبون من الداخل، وأنا أحتاج لاعبين يفتحون اللعب على الأطراف، ويلعبون كرات قطرية، ويتركون لي مساحة في الوسط، ويتحركون دائماً بلا توقف.
ولكنك لن تنفي أن كريستيانو رونالدو كان ليسجل المزيد والمزيد من الأهداف إذا لعب معك...كريستيانو لاعب رهيب. ويدرك المرء ذلك عندما يجده أمامه، بسرعته وقوته وتسديداته ... إنه الآن يحتل مع ميسي مكانة أعلى من الجميع، في مستوى آخر، ولكن ليو يبقى هو الأفضل. ميسي الآن هو الأفضل في العالم بلا جدال.